رفيعة الشان
عدد الرسائل : 347 تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: الفرق بين الروح والنفس الخميس يوليو 19, 2007 4:28 pm | |
| الفرق بين الروح والنفس
في البداية يجب علينا معرفة الروح و الجسد .. وأين النفس بينهم . الجسد:هي الآلة اللي تسكنها الروح.. فالروح متعلقة بالجسد وموجودة في كل جزء حي من أجزائه وفي كل خلية تنبض بالحياة وهذي الروح مقيدة بقدرات الجسد.
عرفنا بأن الروح تسكن الجسد وتكسبه الخاصية الحياتية.. الكثير من الناس يعتقدون بأن النفس هي نفسها الروح لكن هذا الاعتقاد ليس له أساس من الصحة.
بالنسبة للإمام الغزالي وجماعة من علماء الأرواح ..قسموا الأرواح إلى ثلاث درجات: النوع الأول: أرواح سفلية تغلب عليها المادة ميالة إلى الشر وغير راغبة في الخير وعملها إلقاء الخصومة والسوء أو قد تكون طائشة ميالة إلى اللهو واللعب والمزاح والعبث أو مبتكرة مغرورة بمعلوماتها التافهة التي لا قيمة لها وتبتعد عن الحق والحقيقة. النوع الثاني: أرواح علوية وهي ميالة إلى الخير والصلاح وهي إما صالحه تتصف بالجود والهام نيات الخير بباطن الناس والإحياء بأفكارهم ولكن معارفها محدودة وترقيها العقلي أكثر من ترقيها الأدبي. النوع الثالث: أرواح نقية وصلت أعلى درجات الكمال ليس لديها رغبة في الماديات كل اهتمامها هو الله وقد ترتبط بمن له مقام سامي وقلب مجرد من الرذائل وهذه الأرواح هي أرواح الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين لقوله عزوجل(أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). أما الأرواح الخبيثة لقوله تعالى( إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم قولا زورا).
النفس:هي اثر من آثار الروح، والروح هي اللي تمنح النفس القوة لأداء خواصها إذا دخلت الروح الجسد سميت نفسا.. و بها نشعر ونرى ونسمع ونشم ونتذوق. النفس هي مرحلة الإنسان السوي والإنسان مدرك عاقل بالغ إذن النفس هي تعلق الروح بالإنسان السوي. فالنفس هي روح وجسد بدليل أن الروح عندما تصعد يصبح الجسد جثة. وهذه النفس هي التي عليها كل التكاليف الشرعية بعكس مرحلة الأجنة فالجنين ليس عليه تكليف لأن لديه إدراك.
روح + جسد= نفس والكيان الإنساني (النفس) هو القوة المدركة، وهو القوة التي تشعر بالألم واللذّة والخوف والسرور والحزن، وهو القوة الناطقة. وما الجسم إلاّ آلة لتنفيذ مآرب النفس، كما يقول الفلاسفة الإسلاميون، وليست الأجهزة الحسّية والدماغ إلاّ أدوات يستخدمها الإنسان (الكيان الروحي) لفهم العالم المادي والتعامل معه. يجب أن ندرك أن كل الأمراض التي تصيب الإنسان , أمر يتعلق بالنفس قبل الجسد , و أن الإحساس و الشعور بالأذى أو الألم آمر متعلق بالنفس أولا قبل الجسد , و التقدير في معدل تحمل الألم عند الإنسان يتناسب تناسباً طردياً مع معدل إرادة التحمل لدى هذا الإنسان , ( أي أن تحملك للألم ينقص إذا أردت أن تتحمل الألم .. وان تحملك للألم يزيد إذا لم ترد أن تتحمل هذا الألم ). و يتناسب معدل إرادة التحمل تناسباً عكسياً مع مقدار الشعور بالألم (أي انك إذا شعرت بالألم ... تبدأ إرادتك بتحمله في نقصان ) , و يمكن التحكم في هذه المعادلة من الإنسان إلي أن يصل حالة من انعدام الإحساس بالألم , و من الشواهد على ذلك , مراحل التحمل التي يصل إليها ممارسي اليوغا و المتصوفين الذين باستمرار التدريبات يصلون إلى مراحل ينعدم فيها إحساسهم بالنار و البرودة الشديدة .
النفس محصورة بين الروح والجسد, فإذا انغمست النفس في حاجات الروح (عبادة الله ) , ارتفعت وسمت , أما إذا انغمست في حاجات الجسد (إتباع الشهوات المحرمة ) , انحطت وهبطت .
" النوم هو الميتة الصغرى ... لأن النفس عند النوم تعجز أن تتحكم بالجسد مهما أراد ذلك. لأن الجسد يكون في حالة إرهاق يحتاج إلى أن ينفك من مطالب النفس التي تنهكه فيأبى أن يطيعها ويستسلم للنوم وحركات النائم ليست إلا أثار لمطلب نفسيه لازالت تسكن عقل النائم . أما الأحلام فهيَ تراها النفس نتيجة لبقايا صور وأحاسيس عاشتها من خلال هذا الجسد الذي لم تعد قادرة على السيطرة عليه والالتقاء به.فتلتقي بالروح التي تسكن الجسد وتحاول أن تحرك الجسد من خلال الروح ... لأن الروح تحرك العضلات اللاإرادية في الجسم والتي تبقي الجسم على قيد الحياة مثل القلب ،وعند إلتقاء النفس مع الروح تحاول أن تشعر من خلالها كما كانت تفعل مع الجسد فتأتي الأحلام .وقد تكون في بعض ألأحيان صادقه فإذا كانت صادقه فهي من الله لأن الروح من عند الله وتلتقي مع النفس عند النوم وإذا كانت كوابيس أو أحلام عابرة فهي نتيجة لمحاولات النفس في الاتصال بالجسد لشيء تريده منه
أنواع الأنفس: 1- نفس مطمئنة : وهي أرقى الأنواع لأنها مطمئنة بذكر الله وعبادته وتكون مطمئنة في الآخرة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) 2-نفس لوّامة : وهي التي تلوم نفسها دائماً على الذنوب والتقصير وكأن هذه النفس تقوم بعمل الرقيب والمحاسب على الأعمال والأقوال والأفعال وقد أقسم بها تعالى في القرآن الكريم (ولا أقسم بالنفس اللوامة) 3-النفس الأمارة بالسوء : وهي من أسوأ الأنفس لأنها تأمر صاحبها بارتكاب الذنوب والمعاصي دون تورع أو خشية من الله بل على العكس تزيّن هذه النفس المعصية لصاحبها حتى يقع فيها ويظهر ان النفس المطمئنة هي نفس المؤمن بعد الممات لانه سبحانه قال "ارجعي الى ربك راضية مرضية" النفس اللوامة هي نفس المؤمن في الحياة
في عالمنا الحالي الكثير من الناس ينحرفون ليس بسب قلة العلم لديهم ..و لكن بسبب مرض النفس أتعلم انه معظم الأخطاء والذنوب اللي يقوم بها الإنسان تكون بسبب النفس الأمارة بالسوء وليست بسبب إبليس إبليس ينسي الإنسان عقوبة الذنب.. لكن النفس الأمارة تجري وراء شهواتها مع إنها تعلم بمدى عظم الذنب اللي تقوم به. الدليل على انه النفس الأمارة هي الدافع الأساسي للذنوب قوله تعالى : (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) .. الشيطان كيده ضعيف لكن كيد النفس الأمارة بالسوء قوي. ما هو علاج النفس ؟ قراءة القرآن ومحاسبة النفس على كل الأخطاء التي ترتكبها، ولا ننسى طبعاً الآية "فألهمها فجورها وتقواها".. معنى هذا بأن النفس لا تقود الإنسان للخطأ دائماً.. ففي بعض الأوقات تقوده للطريق الصحيح. مثل ما نعلم أن النفس تجري وراء المتعة.. والنفس هي اللي تحرك الجسد ..و لكن في نفس الوقت العقل يكون موجود ويعرف الصح من الخطأ .. لكن القرار النهائي يكون للنفس .. ولكن لا ننسى أن الإنسان هو الوحيد القادر على التحكم في النفس. على سبيل المثال: نعتبر انه النفس هي الحاكم .. والعقل هو المستشار، العقل ينصح .. لكن الحاكم هو الذي يقرر.
ذكر أفلاطون ( أن النفس وجدت قبل البدن) ... فقام ابن سيناء بالرد على قول أفلاطون من خلال كتاب الشفاء وقال( إن وجدت النفس قبل البدن فإما أن تكون متكثرة من الذوات او أن تكون ذاتها واحدة) وذكر أيضاً ( لو حصل بدنان حصل في البدنين نفسان والنفس جوهر بسيط يدرك الكليات البسيطة) ويقول( أن النفس تحدث كلما يحدث البدن الصالح لاستعمالها إياه ويكون البدن الحادث مملكتها وآلتها) فهذا يعني أن ابن سينا أبطل رأي أفلاطون بأن النفس وجدت قبل البدن. وان النفس جوهر منفصل عن الجسد وهي جوهر بسيط ...والبسيط لا ينعدم ...بما معناه أن النفس خالدة ومصيرها لايتبع مصير البدن المركب القابل للانحلال
| |
|